الشريف أشرف المـديـــــر العام
عدد المساهمات : 333 تاريخ التسجيل : 13/10/2012
| موضوع: المنصور بن أبى عامر .. اسطورة لن تتكرر.؟ الثلاثاء يناير 01, 2013 4:39 pm | |
| المنصورُ بن أبى عامر ----------
اسم يكتب بماء الذهب في تاريخ الإسلام والمسلمين
ويجب ان يقتدي به الرجال قبل الشباب
هذا الأسطورة الحاكم الآمر بكتاب الله عز وجل
هذا الرجل الذي حصى في عهده المؤرخين سراياه وغزواته
فوجدوها اكثر من 54 غزوه في اقل الأقوال
استنفرت اوربا قواتها بأكملها لتوقف خطره عليهم فلم يستطيعوا
ارتعدت اواصل حكام الفرنجه لمجرد ذكر اسمه
يذكره البعض بأنه افضل حكام الاندلس بلا منازع
سنقف اليوم مع سيرة هذا الرجل الذي قل ان يوجد في التاريخ مثله . --------- المنصورُ بن أبى عامر .... أسطورةٌ لن تتكرر !! ------------- بقلم / محمود حافظ
-------- كان من أعظم من حكم الأندلس على الإطلاق , الرجل الذى وطأت
خيله أماكن لم يطأها خيل المسلمين من قبل !! يكفى ذكر اسم
المنصور بن أبى عامر أمام ملوك قشتالة وليون وجيليقية ليجثوا على
ركبهم من الرعب والهلع , كان لربما الواحد منهم أرسل ابنته جارية
عند المنصور فى قرطبة لينال رضاه ..!!
ووصلت جيوشه الى حيث لم يصل حاكم أو خليفة قبله قط , وغزا أكثر من 54 غزوة فى الأندلس فلم تنتكس له فيها راية
ولم تهلك له سرية ولم ينهزم له جيشٌ قط !!!
آثــاره تنبيـك عن أخبــاره **حتـى كأنــك بالعيـــان تـراهُ
تالله لا يأتي الزمان بمثله **أبدًا ولا يحمي الثغور سواهُ
فمن هذا الرجل العظيم الذى لم يأتى الزمان بمثله أبدا ,
ومن هذا العظيم الذى كان رمزا للرعب فى الممالك المسيحية فى أوروبا !!! --------- دعونا نسرد سيرة الحاجب المنصور ابن أبى عامر ------------------ المولد والنشأة ----------- إنه محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عامر بن أبى
عامر بن الوليد ابن يزيد بن عبد الملك المعافرىّ القحطانىّ , من أصول
يمنية , جده الأكبر "عبد الملك المعافرى" هذا كان أحد قادة الجند
مع طارق بن زياد أثناء فتح الأندلس الأول . وكان أبوه "عبد الله بن محمد" من أهل الفضل والعلم حجّ ثم مات قافلاً من
حجه – رحمه الله – فى طرابلس المغرب. وأمه هى
"بُريْهة بنت يحيى بن زكريا التميمىّ " من بنى تميم ,
لذلك قال فيه ابن دارج القسطلىّ :
تلاقت عليه من تميمٍ ويَعْرُبِ *** شموسٌ تلالا فى العلا وبدورُ
مـن الحِمــيْريْنَ الذين أكُفُّهـم *** سحـائبُ تَهْمي بالنَّدى وبحــورُ
وُلد محمد بن أبى عامر عام 327هـ , وهو العام الذى انهزم فيه
المسلمون فى عهد عبد الرحمن الناصر – رحمه الله – فى معركة
الخندق عند مدينة "شنت مانقش" أمام قلعة سمّورة المنيعة ,
وكأن ميلاد محمد بن أبى عامر فى هذه السنة هو أخذ الله بثأر
المسلمين على يدى المنصور .أصله من "تركش" فى الجزيرة الخضراء
فى جنوب الأندلس , نشأ محمد بن أبى عامر كمثله من أقرانه
على القرآن والفقه إلا أنه كان ظاهر النجابة وكانت له حال عجيب
فى قوة الإرادة والطموح والسعى وراء هدفه حتى قال عنه
ابن الآبار فى كتابه "الحلة السيراء" :
كان أحد أعاجيب الدنيا فى ترقيه والظفر بتمنيه !!
------- وقال عنه ابن عذارى المراكشىّ
. وكان محمد هذا حسن النشأة , ظاهر النجابة , تتفرس فيه السيادة
ارتحل محمد بن ابى عامر الى قرطبة حاضرة الدنيا طلباً للأدب
وعلم الحديث , فطلب علم اللغة على أبى علىّ القالىّ البغدادىّ
اللغوى المشهور وعلى أبى بكر ابن القوطية , وقرأ الحديث على
أبى بكر ابن معاوية القرشىّ وغيره ,
فنبغ فى تلك العلوم كلها ونما ذكره فيها .
حلم المنصــــــــــوربن أبى عامر --------------- كان محمد بن أبى عامر – رحمه الله – له همة عجيبة وإرادة قوية
وكان لديه حلما عظيما وهو أن يصبح حاكم الأندلس !!
حياة محمد بن أبى عامر فى قرطبة -------------------- اقتعد محمد بن أبى عامر دكانا عند الزهراء – المدينة الملكية
التى بناها عبد الرحمن الناصر – أيام الخليفة الحكم المستنصر
– رحمه الله – يكتب شكاوى الناس أو طلباتهم أو حاجاتهم التى
يرفعونها الى الخليفة او الحاجب , وكان يأنس اليه فتيان القصر
وظل على ذلك مدة حتى رفع ذكره وعلا شأنه وبدأ نجمه فى الظهور .
حتى طلبت السيدة صبح زوج الخليفة
الحكم المستنصر – رحمه الله – وأم ولى العهد "هشام" من يكتب
عنها , فدلوها على محمد بن أبى عامر , فترقى الى ان كتب عنها
, فاستحسنته ونبهت عليه الحكم المستنصر – رحمه الله –
ورغبت فى تشريفه بالخدمة .
ومن ذلك اليوم وبدأ نجم محمد بن أبى عامر فى الظهور وظهرت
منه نجابة وذكاء أعجبت الحكم المستنصر – رحمه الله , فترشح الى
وكالة ولى العهد "هشام" لسنة 359هـ , فأعجب به الحكم المستنصر ,
فولاه قضاء بعض الكور بأشبيلية , ثم ترقى الى المواريث والزكاة ,
فأظهر حسن التدبير مع ما له من الرأى السديد فأعجب
الحكم المستنصر – رحمه الله – فولاه الشرطة الوسطى بقرطبة ,
ثم أصبح صاحب السكة , ثم قدمه الى الأمانات بالعدوة ....
وظل محمد بن أبى عامر فى ترقى مستمر وبدأ بزوغ فجره
ومن ورائه فجر الأندلس كلها , حتى لازم الحكم المستنصر – رحمه الله –
وأوكل اليه القيام على أمر ولى العهد "هشام" بن الحكم المستنصر ,
فبذلك أصبح محمد بن أبى عامر فى منزلة رفيعة جدا .
وكان محمد بن أبى عامر يصطنع الرجال من حوله ويمهد لنفسه وكان يتخذ
رجاله من البربر من أهل العدوة لخشونتهم وصلابتهم عند الحروب , ولكى
يقوم بالقضاء على الصقالبة ويدمر نفوذهم فيما بعد
--- وبذلك أصبح محمد بن أبى عامر من كبار رجال القصر وهو مازال فى
العقد الثالث من عمره , وليس يضاهيه فى منزلته إلا الحاجب
– بمثابة رئيس الوزراء - جعفر المصحفىّ وقائد جيش الثغور غالب الناصرىّ
, وأصبح محمد بن أبى عامر حديث العامة فى قرطبة , فكان لا يمر يوم إلا
وهو فى زيادة ترقى , فكانت أيامه فى إقبال وتخبر عن سعده وبزوغ فجره
وسطوع شمسه , فتمكن حبه للناس وكان بابه مفتوح لهم على الدوام ,
وأفشى الأمن فى قرطبة بعدما ضجت العامة من ضياع الأمن لكثرة اللصوص
وتسلط الفتيان الصقالبة على العامة فقد ظهر وفشى ظلمهم وبغيهم ,
حتى قضى عليهم محمد بن أبى عامر ----------- وفاة الحكم المستنصر -ر حمه الله -------------------
وتوفى الخليفة الحكم المستنصر – رحمه الله – فى قصره بقرطبة
, وذلك فى عام 366هـ , بعد أن حكم الأندلس 16 عاماً كانت كلها
بركة وخير على المسلمين فى الأندلس , وولى من بعده ابنه "هشام"
وهو ابن اثنتى عشرة سنة 12 سنة !! وتسمّى وتلقب
" هشام المؤيد بالله " , وكان وقتها بلغ محمد بن أبى عامر 39 عاماً ,
فكان لابد من رجل يدبر أمره ويقوم على عمل الدولة وتدبير الخلافة .
فتكون مجلس وصاية على الخليفة الصبىّ ويتكون من أكبر 3 رجال فى
الأندلس وقتها وهم :
1- الحاجب جعفر المصحفىّ
2- قائد الثغور غالب الناصرىّ
3- قائد الشرطة وحاكم المدينة محمد بن أبى عامر
عند وفاة الحكم المستنصر – رحمه الله – جاشت الروم وهاجت حتى
كادت تطرق أبواب قرطبة , ولم يحرك الحاجب جعفر المصحفى ساكناً
خوفاً على منصبه وتبعه فى ذلك غالب الناصرىّ قائد الثغور وكانت بينه
وبين الحاجب جعفر المصحفى خلافة قديمة وبغضاً وكراهية شديدة ,
فلم يقم أى منهما لنصرة المسلمين
وتأديب النصارى الذين هجموا على ثغور المسلمين .
قال ابن حيان ( ... وجاشت النصرانية بموت الحكم وخرجوا على أهل الثغور فوصلوا
إلى باب قرطبة ولم يجدوا عند جعفر المصحفي غناء ولا نصرة وكان
مما أتى عليه أن أمر أهل قلعة رباح بقطع سد نهرهم لما تخيله من أن
في ذلك النجاة من العدو ولم تقع حيلته لأكثر منه مع وفور الجيوش
وجموع الأموال وكان ذلك من سقطات جعفر
فأنف محمد بن أبي عامر من هذه الدنية .. ) انتهى كلام ابن حيان
فقام محمد بن أبى عامر بأخذ رجاله وطلب من جعفر المصحفى أن
يمده بالرجال والعتاد والمال اللازم للقيام بحملة لتأديب النصارى
وليعلموا أن مازال بالمسلمين شوكة ومنعة , وبالفعل قام المنصور
بحملة عظيمة جدا فى الشمال وغنم من السلاح والأموال الشيىء
الكثير . وقفل راجعا الى قرطبة بعد 52 يوما من الغزو والجهاد وكان
يوزع المال فى طريق عودته الى قرطبة على الجند والعوام حتى تمكن
حبه فى قلوب الناس , واستبشروا به جدا . وكان وصياً على الصبى
هشام المؤيد بالله , فقام بإسقاط ضريبة الزيتون عن الناس , فسروا
بذلك أعظم سرور , ونسب شأنها الى محمد بن أبى عامر وأنه أشار
الى ذلك , فأحبوه لذلك ثم يقول ابن عذارى فى "البيان المغرب " :
( ولم تزل الهمة تحذوه , والجد يحظيه , والقضاء يساعده , والسياسة الحسنة لا
تفارقه , حتى قام بتدبير الخلافة , وأقعد من كان له فيها إنافة ,
وساس الأمور أحسن سياسة , وداس الخطوب بأخشن دياسة ,
فانتظمت له الممالك , وانضحت به المسالك , وانتشر الأمن فى كل
طريق , واستشعر اليمن كل فريق , وأسقط جعفرا المصحفىّ ,
وعمل فيه ماأراده ... ) انتهى كلام ابن عذارى
والتف المسلمون حول محمد بن أبى عامر , فى الوقت الذى
بدأت أيام الحاجب جعفر المصحفىّ فى الزوال , فقد أفل نجمه
وكورت شمسه ورغب الناس عنه , وأصبح يمشى وحيدا فى طرقات
الزهراء بعد ان كان من قبل كثيف الموكب وجليل الهيبة وكان الناس
لا يستطيعون الى الوصول اليه لكثافة موكبه . ثم أقدم محمد بن أبى عامر
بالتحالف مع غالب الناصرىّ وتزوج ابنته "أسماء" وكان عرس مشهود فى
الأندلس كلها , وبدأت نكبة الحاجب جعفر المصحفىّ ,
فخلعه محمد بن أبى عامر وأصبح الحاجب من بعده ..
فسبحان من يدبر الأمر وهكذا حال الدنيا , فظلّ فى تلك المحنة حتى نكبه
محمد بن أبى عامر وسجنه فى سجن المُطبّق فى الزهراء حتى مات
فى سجنه , وكان جعفر المصحفى يستعطف الحاجب محمد بن أبى عامر
ويرسل له أبياتا :
هبني أســـأت فأيـن العفـو والكرم *** إذ قادنـي نحـوك الإذعـان والنـدمُ
يـا خـير مـن مـدت الأيـدي إليـه *** أمـا ترثي لشيــخٍ رمـاهُ عندك القلـمُ
بالغت في السخط فاصفح مقتدر *** إن الملوك إذا ما استرحموا رحموا
فما زاده ذلك إلا حنقا وحقدا, فكتب اليه :
الآن يـــا جـــاهلا زلـــت بـــك القـــدم *** تـبـغي التـكــرم لمــا فـاتــك الكـــرمُ
أغـــريـت بــي مـلكـا لـــولا تـثـبــته *** مــا جـــاز لـي عنــده نـــطق ولا كلـــمُ
فايأس من العيش إذ قد صرت في طبق *** إن الملوك إذا مـا استنقموا نقموا
نفــسي إذا سـخطــت لـيست براضيـــة *** ولـو تشفـع فيــك العـــرب والعـجمُ
وحين جاء الأمر بسجن الحاجب جعفر المصحفىّ , ودّع أهله وابنائه ,
ومن عجيب ما قاله جعفر المصحفى فى هذا الأمر أنه كان ينتظر
هذا منذ 40 أربعين سنة , وذلك لأنه سجن أحد الناس ظلما فى
سجن المُطبّق بالزهراء فقام السجين وتضرع الى رب العالمين
ودعا وقال فيما معناه : اللهم عليك بكل من ساعد فى
سجنى ظلما وأهلكه فى غيابات السجون ...
سبحن الله ... هذا يوم إجابة الدعاء وبالفعل سُجن جعفر المصحفى
فى سجن المُطبّق بالزهراء ومات فيه ....
وهكذا بدأت شمس محمد بن أبى عامر تسطع على الأندلس ,
وبدأ عهد جديد فى الأندلس , عهدٌ ما رأت الأندلس مثله ولا حتى
أيام عبد الرحمن الناصر – رحمه الله -
إنه عهد الحاجب المنصور
( يتبع ) ------------
بقايا مدينة الزهراء فى أسبانيا ----------
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|